الصمت صديق لايخون أبدا

مقالات أسامة شطاره - قبل يومين اتصلت بصديق قديم لي أخبره بشغفي الكبير في لقائه لأني اعتدت ذلك ولا أتذكر أبداً أنه غاب عن ناظري أكثر من أسبوعين ...قال إنه سينهي دوامه الجامعي وعندما يرجع إلى البيت سيتكلم معي.

انتظرت لحين موعد رجعته وانطلقت الى منطقة الصويفية في الأردن حتى لا اتأخر واعتبرت أن كل شيء سيصير كما خططت .. الهاتف يرن، اجبت ، وإذ بصديقي يخبرني بعدم نيته الخروج بحجة " عدم امتلاكه للنقود ".

لو أردت التحدث عن مدى قوة العلاقة بيني وبينه لاحتجت مئات الصفحات وهو عذر أثر بي كثيراً لما تجمعني به من علاقة قوية جداً ، في الحقيقة كان وقعه كالفأس على راسي.

أنهيت المكالمة بصوت مختلف شعر به صديقي وعليه فاننا اعتدنا جرد حساب اي موقف على الفيسبوك بعد منتصف الليل ، وإذ بنا ندخل في نقاش عقيم وتتطور الامورلعدم فهم وأصبحت البيئة آخذة بالتأزم ... كنت احاول إقناعه بان هذا العذر لا يقدم إلى صديق اخ لك ولكنه بقي يراوغ ويتحايل بالكلمات ودخلنا في مرحلة" النقاش البيزنطي " كما اعتدنا تسميته فمع انني مقتنع تماما بان ما أقوله صحيح حاولت أن أجد طريقة لايقاف الحديث فما كان مني الا أن قلت له صديقي كلامك صحيح ومعك كامل الحق.

الصمت أنقذ هذه الصداقة ... ما أود توضيحه بأنه في هذه الحالات فإن الانسان مطالب أن يتصرف بحكمة ويحاول الا يتحدث وهو غاضب بل بكتفي بنعمة الصمت ..يقولون إن أكثر كلام قد تندم عليه في حياتك هو الكلام الذي تنطق به وأنت غاضب لان الشخص وقتها يكون فمه مفتوحاً وعيناه مغلقتين.


قصة تعلمنا بأن الصمت ليس دليل على ضعف بل الصمت هو الحكمة لأن في الغالب من يتخذقرار الصمت يكون يعرف نتائج كلامه الذي قد يفرق الأصدقاء وينشب النزاعات من أمر من المفترض ان ينتهي في لحظته .